شغلة حظ/ احمد تركي
عندما تعذرت الحياة في بلادي بسبب الحرب، فكرت بالهروب مع عائلتي الى ملاذ أمن ننجو فيه بأرواحنا، وكانت المانيا هي اول مكان يخطر ببالي لما سمعته عن تحضرها ورقيها، وعندما اسأل من اعرفهم ممن سبقوني باللجوء عن حقيقة ما سمعت كانوا يتكلمون بأسهاب عن الحب والحفاوة التي استقبلوا بها، وكانوا يؤكدون بان غالبية الشعب الالماني هم شعب طيب ودود يحب مساعدة الملهوف ولا يوفر جهدا في ذلك، وعندما كنت اسال عن اجراءات اللجوء كان الجواب واحدا وهو ( شغلة حظ). وكنت اسخر من قولهم فكيف لدولة اساسها النظام والقانون ان يكون للحظ دورا في التعاملات، ولما قدمت الى هذا البلد توضحت الصورة لي. وكنت ممن حالفهم الحظ وحصلة على حق اللجوء 3 سنوات بعد فترة قصيرة وعائلتي حصل كل منهم على سنة

واحدة مع اننا قدمنا اوراقنا في نفس المركز وتم دراسة ملفاتنا عند نفس الموظفين ورغم ذلك لازلت مقتنعا ان الحظ حليفي فقد تم واقمنا في احدل المنازل الجميلة التي تحوي كل ما يلم من اجل Ellerau فرزنا الى بلدة صغيرة تدعى حياة سعيدة، وكل من قابلناهم بداية من رئيس البلدية وطاقم موظفيه مرورا بمجموعة المتطوعين الذين اعطوا الكثير من وقتهم لمساعدة اللاجئين في هذه المدينة، وصولا الى اصغر فرد من افراد هذا المجتمع الراقي، جميعهم كانوا غاية في اللطف والكرم، كنا نرى في وجهم الابتسامة والفرح كلما قابلنا احدهم او احتجنا لمساعدة، لقد مر حتى الان سنتان تقريبا ولا زلنا نرى لهفتهم لتقديم المساعدة رغم انني وزوجتي قد دخلنا سوق العمل واصبحنا نعتمد على انفسنا، نحن المسمون نقول ( من لا يشكر الناس لن يشكر الله ) لذلك توجب علي ان اتقدم بالشكر والحب للرجل الذي تطوع للأشراف على ما قدمه لنا من مساعدة في مجال التعليم والعمل ( Helmut Strankmayer ) علينا السيد وكل الامتنان لجميع من قدموا لنا يد العون مهما صغرت؟؟ مع كل هذا الحظ والتوفيق الا انني اشعر بالحزن على الكثيرين ممن لم يحالفهم الحظ مثلي، اولئك الذين تأخرت اقامتهم بسبب لامبالاة احد الموظفين، او مزاجية موظف اخر، اولئك الذين نالوا اقامة سنة واحدة فحرموا من لم شمل عائلاتهم ولرؤية احبتهم، والكثير والكثير ممن لديهم مشاكل وعقبات مختلفة تمنعهم من النوم وتؤرق عيشهم. ولا زلنا لا نجد اسما لتلك العقبات الا شغلة حظ